فصل: وفاة المقتفي وخلافة المستنجد.

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تاريخ ابن خلدون المسمى بـ «العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر» (نسخة منقحة)



.وفاة السلطان محمد وولاية عمه سليمان شاه.

ثم توفي السلطان محمد بن محمود بن محمد بن ملك شاه آخر سنة أربع وخمسين وهو الذي حاصر بغداد يطلب الخطبة له من الخليفة ومنعه فتوفي آخر هذه السنة لسبع سنين ونصف من ولايته وكان له ولد صغير فسلمه إلى سنقر الاحمديلي وقال هو وديعة عندك فأوصل به إلى بلادك فان العساكر لا تطيعه فوصل به إلى مراغة واتفق معظم الجند على البيعة لعمه سليمان شاه وبعث أكابر الأمراء بهمذان إلى أتابك زين الدين مودود أتابك ووزير مودود وزيره فأطلقه مودود وجهزه بما يحتاج إليه في سلطانه وسار معه زين الدين على كجك في عساكر الموصل فلما انتهى إلى بلاد الجبل وأقبلت العساكر للقاء سليمان شاه ذكر معاملتهم مع السلطان ودالتهم عليه فخشي على نفسه وعاد إلى الموصل ودخل سليمان شاه همذان وبايعوا له والله سبحانه تعالى أعلم.

.وفاة المقتفي وخلافة المستنجد.

ثم توفي المقتفي لامر الله في ربيع الأول سنة خمس وخمسين لأربع وعشرين سنة من خلافته وقد كان استبد في خلافته وخرج من حجر السلجوقية عند افتراق أمرهم بعد السلطان مسعود كما ذكرناه في أخبار الخلفاء ولما توفي بويع بعده بالخلافة ابنه المتسنجد فجرى على سنن أبيه في الاستبداد واستولى على بلاد الماهلي ونزل اللحف وولى عليها من قبله كما كانت لابيه وقد تقدم ذكر ذلك في أخبارهما انتهى.

.اتفاق المؤيد مع محمود الخان.

قد كنا قدمنا أن الغز لما تغلبوا استدعوا محمود الخان ليملكوه فبعث إليهم بابنه عمر فملكوه ثم سار محمود من جرجان إلى نسا وجاء الغز فساروا به إلى نيسابور فهرب عنها المؤيد ودخلها محمود والغز ثم ساروا عنها فعاد إليها المؤيد فحاصرها وملكها عنوة وخربها في شوال سنة أربع وخمسين ورحل عنها إلى سرخس فعاد اليها المؤيد فحاصرها وملكها عنوة ورحل عنها إلى بيهق ثم رجع إليها سنة خمس وخمسين وعمر خرابها وبالغ في الاحسان إليها ثم سار لاصلاح أعمالها ومحو آثار المفسدين والثوار من نواحيها ففتح حصن اشقيل وقتل الثوار الزيدية وخربه وفتح حصن خسر وجور من أعمال بيهق وهو من بناء كنجر وملك الفرس أيام حربه مع جراسياق وملكه ورتب فيه الحامية وعاد إلى نيسابور ثم قصد مدينة كندر من أعمال طرسا وفيها متغلب اسمه خرسده يفسد السابلة ويخرب الاعمال ويكثر الفتك وكان البلاء به عظيما في خراسان فحاصره ثم ملك عليه الحصن عنوة وقتله وأراح البلاد منه ثم قصد في رمضان من السنة مدينة بيهق وكانوا قد عصوا عليه فرجعوا الطاعة وقبلهم واستفحل أمره فأرسل إليه الخان محمود بن محمد وهو مع العز بالولاية على نيسابور وطوس وما إليها فاتصلت يده به واستحكم الصلح بينه وبين الغز وذهبت الفتن.

.الحرب بين عسكر وارزم شاه والاتراك البرزية.

كان هؤلاء الأتراك البرزية من شعوب الترك بخراسان وأميرهم بقراخان بن داود فأغار عليهم جمع من عساكر خوارزم شاه وأوقعوا بهم وفتكوا فيهم ونجا بقراخان في الفل منهم إلى السلطان محمود بخراسان ومن معه من الغز مستصرخا بهم وهو يظن أن أيتاق هو الذي هيج عليهم فسار الغز معه على طريق نسا وابيورد وقصدوا فلم يكن له بهم قوة فاستنصر شاه مازندان فسار لنصره واحتشد في أعماله من الاكراد والديلم والتركمان وقاتلوا الغز والبرزية بنواحي دهستان فهزمهم خمسا وكان ايتاق في ميمنة شاه مازندان وأفحش الغز في قتل عسكرهم ولحق شاه مازندان بسارية وايتاق شهروز خوارزم ثم ساروا إلى دهستان فنهبوها وخربوها سنة ست وخمسين وخربوا جرجان كذلك وافترق أهلها في البلاد ثم سار ايتاق إلى بقراتكن المتغلب على أعمال قزوين فانهزم من بين يديه ولحق بالمؤيد وصار في جملته واكتسح ايتاق سائر أعماله ونهب أمواله فقوى بها.

.وفاة ملك شاه بن محمود.

قد قدمنا أن ملك شاه بن محمود سار بعد أخيه السلطان محمد من خوزستان الى أصبهان ومعه شملة التركماني ودكلا صاحب فارس فأطاعه ابن الخجندي رئيس اصبهان وسائر أهلها وجمع له الأموال وأرسل ملك شاه إلى أهل الدولة باصبهان يدعوهم إلى طاعته وكان هواهم مع عمه سليمان فلك يجيبوه إلى ذلك وبعثوا عن سليمان من الموصل وملكوه وانفرد ملك شاه بأصبهان واستفحل أمره وبعث إلى المستنجد في الخطبة له ببغداد مكان عمه سليمان شاه وأن تعاد الأمور إلى ما كانت ويتهددهم فوعد الوزير عميد الدين بن هبيرة جارية جاعلها على سمه فسمته في الطعام وفطن المطيب بأنه مسموم وأخبر بذلك شملة ودكلا فاحضروا الجارية وأقرت ومات ملك شاه وأخرج أهل أصبهان أصحابه وخطبوا لسليمان شاه وعاد شملة إلى خراسان فارتجع ما كان ملك شاه تغلب عليه منها.